بقلم /ابراهيم عيسى
كثيرة هي أوجه الشبه بين الرئيس مبارك والرئيس الباكستاني " برويز مشرف " ، كلاهما جنرال يحكم بلدا بالحديد والنار مع اختلاف نوع ومادة حديد كل من البلدين، فضلا عن درجة لهب النار كذلك .. كأن مصر وباكستان توأم سياسي غير ملتصق، الجنرال " مشرف " لم يتخل عن رئاسة جيشه ولم يخلع بدلته العسكرية حتى الآن ، أما " مبارك " فلم يره أحد بالبدلة الميري منذ ارتدائه الأخير لها في 6كتوبر 1981 وظهيرة اغتيال الرئيس السادات ، لكنه كذلك لم يتخل عن كونه القائد الأعلى للقوات المسلحة .. يتشارك مبارك ومشرف في أنهما مدعومان بقوة وبشراسة من الولايات المتحدة الأمريكية، يمكن اعتبار نظام مشرف حليف أمريكا الأساسي في آسيا، أما في أفريقيا فلا منافس كبيرا لنظام مبارك
وكلا النظامين يتلقيان معونات هائلة من أمريكا، بل مصر هي الدولة الثانية من حيث تلقى المعونات الاقتصادية والعسكرية من أمريكا في العالم وتحتل المركز الأول طبعا إسرئيل ، كلا الرئيسين يحتلان مكانة عالية في قلب البيت الأبيض لأن مسئولي الإدارة الأمريكية خصوصا ديك تشيني نائب الرئيس الأمريكي وروبرت جيتس وزير الدفاع يعتقدان أن " مبارك " و" مشرف " صماما أمان أمريكا في مواجهة الإسلاميين ، ثم " مشرف " و" مبارك " هما أكثر رؤساء العالم تحالفا مع الولايات المتحدة في محاربة الإرهاب أو ما تسميه الإرهاب .. فليس كل ما تسميه أمريكا إرهابا فهو إرهاب من حيث التحالف المخابراتي والمعلوماتي والاعتقالاتي التعذيباتي ، يعنى إية الكلمتين الأخيرتين ؟
يعنى أن أمريكا كانت ترسل معتقلين مختطفين بشكل غير قانوني لاستكمال الاعتقال والتعذيب خصيصا في مصر وباكستان مشرف ومبارك يسمحان لمعارضة إسلامية بالظهور بل وحصد بعض المقاعد في البرلمان حتى يظل الإسلاميون شبحا أمام الأمريكان، لو لعب الأمريكان بذيلهم أو ضغطوا على "مبارك" و"مشرف" سارع الرئيسان ولوحا بأن التيار الديني سوف يقفز على الحكم ، فيجرى الأمريكان يقبلون يدي مشرف ومبارك أن يظلا في الحكم فلا احد يضمن مصالح واشنطن إلا هذان النظامان والرئيسان
من أوجه التشابه هناك وجه لامع لا يخفى وهو أن مشرف ومبارك يعصفان بالقضاء لو وقف استقلاله حائلا دون رغبة رئاسية جنرالية ، ثم هما يجريان انتخابات تشريعية بانتظام لكنها انتخابات للتصدير، مزورة محددة النتائج سلفا محكومة بكل سبل التزوير والتزييف ، لكنهما يحافظان بها على شكل وهمي للديمقراطية لزوم الخارج، وفى نفس الوقت يملكان كل مفاتيحها وترابيسها لزوم الإلهاء والإغواء في الداخلالفارق الأبرز بين "مشرف" و "مبارك" أن الرئيس الباكستاني يجد أمامه أسماء كبيرة رغم كل ذلك تنافسه أو تناكفه، تهدده ولو من بعيد، تطرح نفسها بديلا عنه ولو من بعيد جدا، أما في مصر فلا أحد يجرؤ على مواجهة أو منافسة أو المطالبة برحيل " مبارك "، فالأحزاب في مصر أقل كثيرا من أن تقول عنها تافهة ، والرجال في مصر أفسدت الفراخ البيضاء رجولتهم، وفى مصر ليس لدينا " بنازير بوتو " و" نواز شريف " فيه " شريف " صحيح لكن مفيش نواز
منقول
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق